¤ الســـــؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا إنسان متزوجٌ مِن امرأةٍ كريمة طيبةٍ جميلة في شكلها، لكنها غير جميلة في أخلاقها، تَتَمَثَّل مشكلتي معها في إختلاف الأفكار ووجهات النظر، وأنا شخص كريم، أدعو صديقًا أو صديقين إلى داري وأُكرمهم، وأصنع لهم القهوة والشاي، ورغم مرور سنوات على زوجنا، فإنها لا تُتقن صُنع القهوة!
أجدها تتضجَّر مِن كثرة الزائرين، وتقول: لماذا دعوتهم؟ ومَن سيغسل الفناجيل؟ وأنا سوف أصنع؟ ومَن شرب؟ ومَن أتاك؟ أصبح لديَّ صداعٌ مُزْمِنٌ بسبب كثرة أسئلتها.
هي لا تهتم بالطبخ أبدًا، لدرجة أن أسطوانة الغاز تستمر سنة عندنا ولا تفرغ، والثلاجة فيها كل شيء، الدجاج واللحم والمأكولات البحرية، والخضار المجمد... إلخ، حاولتُ معها أن تطبخَ في الأسبوعين مرة! وإذا طبختْ تترك الغسيل أُسْبوعًا لا يُغسل، وغالب وقتها على الإنترنت!
كذلك تطلب مني تحديد موعد زيارات أصدقائي، وتتحكم في مجيئهم، لكني أرفض ذلك، وإذا خالفتُ ذلك تظل تُعاتبني عتابًا شديدًا، وأنا بدأتُ أتعَب منها!
أحيانًا أكون منزعجًا، وعندما تسألني أصمتُ، وفي الحقيقة أني منزعج منها، فهل هذه رجولة أن يخافَ الرجلُ في بيته مِن امرأته؟ وهل لهذا حلٌّ؟
أُفَكِّر كثيرًا في الزواج مِن أخرى تكون مُتواضِعةً هاضِمَةً لنفسها، مُطيعةً لزوجها، تَسُرُّه إن نظَر إليها، ولا تغمه بلسانها الطويل، وسِبابها المزعج، وكلامها المُقْلِق، تحترمه وتلبِّي له طلباته، ويسعدها في الوقت ذاته بكلِّ ما يستطيع، فهل أتزوج عليها، أو أطلقها؟ وهل مِن حلول أخرى غير ما ذكرتُ؟
هي تحبني حبًّا شديدًا، لكني أتعب منها لدرجة أني أرتاح عندما تفارقني بالذهاب لأهلها، وأجد نفسي أُرَدِّد لا شعوريًّا: الله لا يردك!
فأشيروا عليَّ، ماذا أفعل؟
* الجــــــواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يبدو أنك إنسان فعلًا -كما رمزتَ لاسمك- ويظهر هذا مِن أُسلوب معيشتك، وتدليلك لزوجتك، ولا يصنع هذا إلا الكرامُ مِنَ الرجال، وليس كما هو الشائع عند الناس أنَّ هذا ضعفٌ وخَوَرٌ وقلَّة رُجولة!
زوجتُك يحقُّ لها أنْ تَفْخَرَ برجلٍ مثْلِك، يُكرم ضيفانه، ويكمل هذا الإكرام بإكرام زوجته وتدليلها، نعم هناك بعضُ السلبيات والمنغِّصات، لكنها ستجد طريقها إلى الحلِّ بشيءٍ مِن التخطيط والترتيب.
وقد كان النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- يكون في خدمة أهله ولا يقطعه عنها إلا الصلاة.
يبدو أن زوجتك مِن النوع القياديِّ، وأنت مِن النوع العاطفيِّ، والحياةُ بين هذين النوعَيْنِ تكون مُنسَجِمةً وجميلة، لكنها مُتعبة نوعًا ما للزوج بالذات الذي يتعب مع هذا النوع مِن الزوجات.
لا تقلقْ، فالأمرُ لن يكونَ بالصعوبة التي تتخيَّلها، زوجتُك ربما لن تستطيعَ التأثيرَ عليها كثيرًا لتغيير سلوكها في هذا الجانب إلا ببرامج قوية، وورش تدريب مهاريةٍ عديدة، ودورات تشارُكية مع مجتمعٍ نسائيٍّ فاعلٍ، فمهما عملت ربما لا تستجيب لك بصورةٍ فاعلةٍ، لكنها قد تستجيب لجهات خارجيةٍ، كنساء مثلِها، وفي هذا الجانب يمكن الحرص على إشراكها في دورات لتنمية الذات، ودورات التوافُق الأُسَرِي والزواجي.
ثانيًا: ما يتعلق بك أنت، إن كنت تستطيع إصلاح زوجتك، والصبر عليها، فذلك أفضل بالنسبة لك، لاسيما مع علاقة الحب المتبادل بينكما كزوجين، ومزية جمالها الذي يملأ نفسك، فهذه جوانبُ إيجابيةٌ تَدْعوك للإمساك بها، وعدم طلاقِها.
فإن لم تكن هناك بوادرُ حلٍّ تلوح في الأفق، فلا مانع مِن البحث عن زوجة ثانيةٍ تَسُد فراغ الأولى، وليس شرطًا أن تكون كما وصفت مِن صفات تواضع زائد عنِ الحدِّ وهَضْم للنفس، بل تكون امرأة تجيد الطبخ، وترعى حق الزوج، وبقية الصفات التي ترغبها.
أعجبنا تصرفك حيال مشاكلك مع زوجتك، مِن الصمت حال المشكلة، فلا بد مِن الإنحناء للعاصفة حتى تذهب، بعدها يُمكنك مُعالَجة الأمر كما يحلو لك.
تأكَّد أن مفتاح تغيير زوجتك الحالية هو حبها الشديد لك، إستثمرْ هذه المحبة بمزيد مِن النصائح والتوجيهات غير المباشرة.
نسأل الله تعالى أن يُؤَلِّفَ بين قلبيكما، وأن يصلحَ ذات بينكما، وأن يَهْدِيَها لحسن العشرة، والتبعُّل والتعاوُن مع زوجها.
والله الموفِّق
الكاتب: أ. فيصل العشاري.
المصدر: موقع الآلوكة.